تحول إضاءة الطرق إلى تقنية الليد و أثارها الإيجابية على المدن

مع مضي الأيام تزداد المدن الرئيسية حول العالم التي تتجه إلى إضاءة الليد لإضاءة طرقها الرئيسية و شوارعها لمنافعها
المتعددة و التي يأتي على رأسها قدرتها على توفير الطاقة و تكاليفها و كذلك استدامتها و استمرارها في العمل لفترات زمنية طويلة.

فالعديد من المدن الرئيسية على مستوى العالم كشيكاغو و لوس انجلوس و كوبنهاجن و لندن و بكين بالإضافة إلى التوجه
الحالي لعدد من المدن السعودية التي قررت تغيير الإضاءة التقليدية المستخدمة في طرقها و استبدالها بوحدات إضاءة ليد
والتي أظهرت نتائجها قدرة المدن على جني ثمار هذا الإستثمار في فترة بسيطة بالإضافة للعوائد الإيجابية على المدى الطويل.

التحول إلى إضاءة الليد بمقدوره تخفيض الإستخدام العالمي للطاقة بنسبة 40% مما سيوفر ما يعادل 160 مليار دولار سنويا و سيساهم بشكل كبير في التحكم ب 670 مليون طن من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2 .

على مدى العامين الماضيين إنخفضت أسعار إضاءة الطرق من نوعية الليد إلى ما يقارب النصف و بالتالي أدت إلى ارتفاع كبير في المبيعات. و بناءا على الدراسات ستطغى إضاءة الليد على لمبات الصوديوم ذات الضغط العالي(High PressureSodium HPS) المستخدمة بشكل أساسي في الشوارع خلال الأعوام القليلة القادمة و بحلول العام 2020 ستصل العوائد المادية لهذا التحول إلى ما يقارب 2 مليار دولار أمريكي.

لنتعرف أكثر على خصائص و مميزات إضاءة الليد و قدرتها على إحداث هذا التأثير الإيجابي على المدن.

مزايا وحدات إضاءة الليد للطرق

العديد من المزايا المادية و البيئية تجعل من الليد خيار رائع لإضاءة الشوارع و الطرق بالمدن الرئيسية فالكفاءة العالية التي تميز وحدات إضاءة الليد و قدرتها على العمل لفترات زمنية طويلة تتراوح من 50 ألف إلى 100 ألف ساعة كعمر افتراضي تساهم بشكل كبير في خفض التكاليف المادية و توفير الإستهلاك. بالإضافة إلى ذلك لا تحتاج وحدات الليد إلى صيانة بصفة مستمرة لقدرتها على الإستدامة و الإستمرار و بالتالي توفر الوقت و الجهد االمبذول في صيانة و استبدال وحدات الإضاءة التقليدية المستخدمة في الطرق.

و من مزايا الليد قدرتها على إصدار ضوء أبيض ذو جودة عالية , مما يجعلها مرغوبة و بشدة بين المارة و السائقين و مستخدمي الطرق لما تمتلكه من وضوح عالي و تمثيل جيد للألوان ينعكس بشكل إيجابي على دواعي السلامة و الأمان. و على العكس من لمبات الصوديوم ذات الضغط العالي (High Pressure Sodium HPS) أو مصابيح بخار الزئبق(mercury vapor lamps) التقليدية, لا تحتوي مصابيح الليد على مواد كيميائية سامة. بالإضافة إلى أنها تصدر حرارة أقل من نظيراتها و تمتلك أليات مطورة لتفريغ الحرارة. و مما يميزها أيضا سرعتها في التشغيل فهي تعمل مباشرة و لا تتطلب وقت للتسخين.

تجارب ناجحة

دراسة تمت على 15 مشروع إضاءة ليد للطرق بين 12 مدينة على مستوى العالم تتضمن لندن و نيويورك و تورنتو وسيدني توصلت إلى نتائج مذهلة فقد ساهم هذا التحول إلى توفير 85% من تكاليف الطاقة و العديد من سكان هذه المدن أبدوا تأييدهم لمصابيح الليد لإضاءة طرقهم  لما تقدمه من فوائد بيئية و اجتماعية و كانت نسبة التأييد و الموافقة على هذا المشروع تتراوح ما بين 68% – 90% في معظم هذه المدن.

سنتطرق الآن لعرض بعض التجارب الناجحة لمشاريع تحويل إضاءة الطرق إلى نوعية الليد في عدد من المدن الرئيسية حول العالم.

مشروع لندن

تعمل لندن على تركيب كميات كبيرة من وحدات إضاءة الليد في طرقها و شوارعها خلال العام الحالي. ومن خلال هذا المشروع تهدف المدينة إلى توفير 40% من الطاقة و تقليص 60%  من الإنبعاثات من غاز الكربون بحلول العام 2025 ستقوم المرحلة الأولى من المشروع على تغيير 35,000 وحدة إضاءة إلى مصابيح ليد يتم مراقبتها من خلال أنظمة تحكم. وخلال العشر سنوات القادمة ستتحول طرق لندن بالكامل إلى إضاءة الليد. التوقعات تشير إلى أن الإنبعاثات سيقل بمقدار 9700 طن متري سنويا و سيتم توفير ما يقارب 3 ملايين دولار امريكي.

مشروع لوس أنجلوس

من أكثر التجارب نجاحًا في تنفيذ هذا التحول إلى إضاءة الليد تجربة مدينة لوس أنجلوس الأمريكية. ففي العام 2009 تم بدء المشروع لتحويل 140 ألف وحدة إضاءة بشوارع المدينة إلى تقنية الليد و بحلول يناير 2014 تم تحويل 114,067 وحدة إضاءة من أصل 210,000 وحدة إضاءة تم تغييرها إلى إضاءة ليد مما نتج عنه ارتفاع نسب توفير الكهرباء إلى 63%. و مع تركيب وحدات إضاءة الليد انخفضت تكاليف الصيانة بشكل ملحوظ ، في العام 2008 سجلت المدينة 70,000 حالة صيانة و تغيير لمصابيح الطرق تقلصت إلى 46,300 بحلول العام 2012. إضافة إلى ذلك شهدت لوس أنجلوس إنخفاض ملموس في معدلات الجريمة بعد استخدام وحدات إضاءة الليد لما تقدمه من وضوح عالي في الرؤية خلال الليل.